المراجعة المتباعدة (Spaced Repetition): أفضل طريقة للحفظ والمذاكرة للاختبارات

إذا كنت تعاني صعوبة في حفظ وتذكر المعلومات وقت الاختبار فهذه المقالة سوف تساعدك على الحفظ والتذكر سواء كنت طالب بالابتدائية او طالب طب أو هندسة بالجامعة تحضر للاختبارات أو كاتب للخوارزميات الذكاء الاصطناعي.

كثير من الطلاب يميل إلى محاولة دراسة كل المنهج في قت قصير أو يوم واحد بدلاً من فترة زمنية متباعدة وكافية. وبالتالي دراسة أطول أثناء الليل وبالأخص ليلة الاختبار.

من الخطأ وغير مجدي أو عملي محاولة مذاكرة وحفظ كل شيء في جلسة واحدة. مع العلم أن الدماغ من الناحية الطبية ليس عضلة، ولكن ينبغي علينا معاملة الدماغ كالعضلة.

الدراسة للامتحانات يعتبر تمرين للدماغ مثل التمرين لسباق المارثون ووجه الشبه الأساسي بينها أن محاولة الركض آلاف الأمتار في اليوم السابق لسباق الماراثون وهذا لا ينفع؛ كذلك هو الحال مع الدراسة والتحضير للاختبارات.

تكديس وحشر المعلومات في وقت واحد يجهد العقل ويفقده القدرة على حفظ أي معلومات جديدة. ولكن مع جلسات الدراسة المتكررة والمتباعدة تصبح ذاكرة عقلك أقوى وقادرة على حفظ واسترجاع المعلومات.

المراجعة المتباعدة والتذكر النشط

المراجعة المتباعدة

هي طريقة تساعد على تقوية ذاكرة طويلة المدى عن طريق استرجاع المعلومات على فترة متباعدة قبل نسيانها باستخدام التذكر النشط.

التذكر النشط

هي طريقة تحفز الذاكرة عن طريق محاولتك لتذكر جزء أو المعلومة كاملة.

مثال توضحي

حاول قراءة هذه القائمة من الكلمات:
الطول – شكوى – سائق – نقد- همية – اعمال صيانة – مدينة – بيتزا – صورة فوتوغرافية – أساس
التذكر النشط: حاول استذكارها بالترتيب
المراجعة المتباعدة: حاول استذكارها عن طريق التذكر النشط بعد ساعة – اليوم التالي – بعد أسبوع.
سوف تلاحظ الصعوبة في استرجاع بعض الكلمات أو استذكارها بالترتيب في أول الأمر. ولكن مع التكرار سكون أسهل. هذا مثال فقط على الكلمات، ولكن يمكنك تطبيقه على أي شي آخر من حفظ أبيات شعر، أرقام و معادلات رياضية، معلومات عامة ومقالات علمية وغيرها.

ما هي فوائد التعلم بنظام المراجعة المتباعدة؟

هناك العديد من الفوائد لاستخدام المراجعة المتباعدة وهناك العديد من التطبيقات المختلفة الطريقة. ومع ذلك، فإن الفائدة الشاملة لهذه الطريقة هي أنها تساعدك ببساطة على الحفظ بشكل أفضل. يجب أن يكون تحسين ذاكرتك هو هدفك الأول عند تطبيق المراجعة المتباعدة.

إلى جانب تحسين الذاكرة، هذه بعض فوائد التكرار المتباعد:

  • حفظ المعلومة في وقت قصير
  • تذكر كمية أكبر من المعلومات لفترة أطول.
  • يساعد عقلك على بناء ذاكرة ذات قدرة عالية من الحفظ.
  • اكتساب معلومات جديدة في وقت أسرع
  • تقليل من إجمالي وقت الحفظ والدراسة.
  • استمرارية مراجعة وتذكر المعلومات على فترات متباعدة.
  • يزيد من فرصة ربط المعلومات الجديدة مع القديمة ببعضها البعض والموجودة بالذاكرة طويلة المدى ، مما يسهل استرجاع المعلومات في وقت لاحق.
  • تسمح لك هذه الطريقة بتقسيم المعلومات الكبيرة إلى أجزاء أصغر، يسهل حفظها على فترات متباعدة على سبيل المثال على مدار اليوم.

تعد من أفضل الطرق وأكثرها فعالية حين مقارنتها بالطرق الأخرى مثل الحفظ عن ظهر قلب أو محاولة حفظ المعلومات بوقت قصر قبل الاختبارات بدون مراجعة وتكرار متباعد بإعادة قراءتها وتكون متلقي سلبي.

هذه الطريقة بسيطة من الناحية النظرية، ولكن قد يكون من الصعب تنفيذها لأن معظم الناس يملون وينفذ صبرهم عند محاولة حفظ شيء جديد أو غير مألوف. كما هو الحال مع جميع مهارات الدراسة، هناك منحنى تعليمي للمراجعة المتباعدة، لكنه منحنى يمكن التغلب عليه، ولكن يتطلب القيام بذلك كلاً من الانضباط والالتزام.

منحنى النسيان (هيرمان إبنغهاوس – Hermann Ebbinghaus)

هو رسم بياني يمثل الطريقة التي يتم بها نسيان المعلومات بمرور الوقت.

يبدأ منحنى النسيان هذا بذاكرة شبه مثالية في البداية، ولكن مع مرور الوقت يبدأ الشخص في نسيان المعلومة.
يصبح المنحنى مستويًا حتى الحد الأدنى حيث لا يستطيع الشخص تذكر أي شيء على الإطلاق حول ما تمت دراسته.

تستخدم المراجعة المتباعدة منحنى النسيان لغرض استرجاع وتذكر المعلومات في أوقات معينة وعدم السماح للمنحنى بالوصول إلى القاع. تجبرك الطريقة على مراجعة المعلومات قبل أن يتسنى لعقلك بنسيان جميع المعلومات بسبب منحنى النسيان.

من المهم ذكر أن ذاكرتنا تصبح أقوى عندما نعيد النظر في المعلومات بعد نسيان بعضها: مفهوم يسمى ” نظرية الاضمحلال “. هذا يعني فقدان المعلومات مع استخدام المراجعة المتباعدة لا يمكن تجنبه، ولكن نعزز هذه الذكريات عن طريق ترك أنفسنا ننسى المعلومات جزئيًا ثم نقويها مرة أخرى باستخدام الاسترجاع.

مقطع توضيحي (باللغة الانجليزية):

كيفية استخدام المراجعة المتباعدة للدراسة

أولاً ، يجب أن تظل الفواصل الزمنية بين التكرارات متناسقة (هذا لا يعني أنها فترات ثابتة) ، حتى لو بدا أنه لم يتم الاحساس بأي تقدم في البداية. وعليك التأكد من قضاء الوقت في إنشاء الخطة الدراسة الفعالة التي تناسبك ، سواء كان ذلك يعتمد على البطاقات التعليمية (Flashcard) أو أي شيء آخر. ضع في اعتبارك أن الهدف من استخدام المراجعة المتباعدة هو بناء الذاكرة بمرور الوقت. عليك بالصبر، بناء ذاكرة قوية يستغرق وقت!

هذه هي الخطوات الأربع التي يجب عليك اتباعها لاستخدام المراجعة المتباعدة:

  1. خطط للفترات الفاصلة بين جلسات الدراسة.
  2. مراجعة ودراسة المعلومات لأول مرة.
  3. محاولة استرجاع المعلومات عن ظهر قلب في أول فترة تباعد.
  4. استمر في تذكر المعلومات في فترات التباعد التالية.

الخطوة الأولى: خطط للفترات الفاصلة بين جلسات الدراسة.

الخطوة الأولى في استخدام المراجعة المتباعدة هي التخطيط للمسافات بين جلسات الدراسة. ربما تكون هذه هي أهم خطوة في العملية كلها لأنها ستكون بمثابة الأساس لنظام الدراسة الخاص بك.

تعتمد الفترات المثلى على العديد من العوامل ، مثل:
  • تعقيد الموضوع.
  • مقياس الموضوع.
  • قدرتك على التعلم.
  • أي معرفة موجودة مسبقًا حول هذا الموضوع.

كل هذه العوامل سيكون لها تأثير على كيفية التخطيط لجلسات دراسة المراجعة المتباعدة. وبالتالي ، لا توجد “صيغة سحرية” واحدة لاختيار التباعد بين جلسات الدراسة.

فأكثر الطرق شيوعًا لاختيار فترات التباعد تتضمن مضاعفة التباعد بعد كل فترة. في أبسط صورها
اليوم 1 (مراجعة 1) ثم اليوم 7 (مراجعة 2) ثم اليوم 16 (مراجعة 3) ثم اليوم 35 (مراجعة 4)

هذا النظام يقدم مخطط سهل لتذكر المعلومات دون إثقال عقلك بمعلومات جديدة كثيرًا. جرب تجربة فترات زمنية مختلفة لمعرفة الأفضل بالنسبة لك وأنا انصح باستخدام احدى البرامج التي تعتمد على الخوارزميات.

الخطوة الثانية: قم بدراسة ومراجعة المعلومات لأول مرة.

الخطوة الثانية من المراجعة المتباعد هي مراجعة موادك التعليمية ودراستها لأول مرة. للقيام بذلك ، تأكد من تخصيص وقت كافٍ ومساحة دراسة مريحة لتغطية الموضوع بالكامل دون تشتيت الانتباه.

تتضمن دراسة المادة لأول مرة الاطلاع على النقاط البارزة أو الأسئلة أو المجالات التي تحتاج إلى مزيد من الاهتمام ، بالإضافة إلى قراءة أي مواد تكميلية من المصادر المتنوعة. عند مراجعة المادة المراد حفظها بك لأول مرة ، تأكد من أن تأخذ وقتك – فهذا سيوفر لك الوقت في عمليات التكرار القادمة.

هذه واحدة من أصعب خطوات طريقة المراجعة المتباعدة وأكثرها استهلاكاً للوقت ، ولكن حاول ألا تقلق إذا كانت صعبة الآن. بعد القيام بها مرة واحدة ، سيكون لديك وقت أسهل في تذكر المفاهيم أثناء عمليات المراجعة اللاحقة.

الخطوة الثالثة: استرجاع المعلومات في أول فترة تباعد.

بعد الدراسة والمراجعة للمفاهيم لأول مرة ، تبدأ مرحلة المراجعة. عند مراجعة المواد لأول مرة ، حاول اتباع نفس الخطوة الثانية التي اتبعتها للدراسة والمراجعة. سيساعدك هذا على تقوية الروابط والذكريات الموجودة سابقاً والتي اكتسبتها خلال الخطوة الثانية بدلاً من تكوين روابط وذكريات جديدة (وهي عملية تستغرق وقت وجهد).

يجب أن يكون وقت جلسة الدراسة الأولى أقصر من الجلسات اللاحقة بحيث تركيز كل الجهد نحو استرجاع المعلومات بدلاً من قراءة وتعلم مواد جديدة. هذا يضمن أيضًا أن جلسات المراجعة التالية سيكون لها محتوى أحدث يمكنهم فيها بناء المفاهيم التي تم تعلمها سابقًا (حيث تتلاشى الذاكرة بمرور الوقت).

الخطوة الرابعة: استمر في استذكار المعلومات في فترات المراجعة المتباعدة.

بعد الانتهاء من المراجعة الأولى ، يجب عليك الاستمرار في نفس عملية التعلم، من خلال استرجاع نفس المعلومات على فترات زمنية متباعدة. عند المرور بكل دورة من المراجعة المتباعدة ، من المهم أن تضع في اعتبارك أن الفترات يجب أن تكون متباعدة بحيث تكون قريبة من فترة النسيان وتجعل من الصعب عليك التذكر، لتنشط بها ذاكرتك.

التزم بالجدول أو الخوارزمية الذي اخترتها في الخطوة رقم 1 وثق في بالطريقة. تستغرق المراجعة المتباعدة وقتًا لإظهار النتائج ، ولكن بمجرد أن تظهر النتائج – ستكون أكثر من سعيد بما حققته.

أشهر تطبيقات خوارزميات المراجعة المتباعدة:

خمس نصائح إضافية لتحقيق أفضل النتائج

فيما يلي بعض النصائح لتحقيق أقصى استفادة من جلسات المراجعة المتباعدة:

  1. حاول استخدام المراجعة المتباعدة مع تطبيقات الخوارزمية مثل Anki البطاقات التعليمية (Flashcards) تعتبر رائعة لمواضيع مثل تعلم الأحياء والكيمياء والطب والقانون واللغات الأجنبية وغيرها، فقد لا تكون مناسبة تمامًا للموضوعات المعقدة التي تتطلب فهمًا أكثر عمقًا للمادة مثل حل المسائل الفيزيائية.
  2. تدرب على مستوى يوجد فيه توازن بين معدلات نجاح استرجاع المعلومة ومعدلات الخطأ. إذا انخفض معدل الخطأ لديك بشكل ملحوظ وكنت تتذكر جميع المعلومات بسهولة ، فإنك لم تعد تستخدم عقلك بنشاط لاسترداد المعلومات وإضاعة الوقت الثمين (العملية هذه تكون سهلة وأتوماتكية باستخدام تطبيقات الخوارزمية مثل Anki)
  3. لا تستسلم وتلتزم بجدولك حتى على الرغم من أي ظروف صعبة. هذه اللحظات الصعبة هي من أكثر اللحظات قيمة لأنها ستساعد في تقوية مساراتك الذهنية العصبية بمرور الوقت.
  4. المراجعة المتباعدة ليس سحرًا ويتطلب وقتًا وجهدًا لرؤية النتائج. إنها ببساطة طريقة حفظ مبنية على الدراسة والأدلة العلمية مع العديد من الفوائد عند استخدامها بشكل صحيح.
  5. إن امتلاك كمية كبيرة من المعلومات والمواد دراسية لا يعني حصولك على درجات عالية بالاختبار، ستعاني وقت الدراسة للاختبار. قم بجمع المادة الدراسية أو اعداد ملخصات خاصة بك (أو استعن بملخصات غيرك إذا كانت جيدة) وتأكد من حصولك على كل ما تريد في حفظه واستذكاره.
مرجع:

Memory; a contribution to experimental psychology : Ebbinghaus, Hermann, 1850-1909 : Free Download, Borrow, and Streaming : Internet Archive

أعجبك هذا المقال؟ شاركه مع أصدقائك وعائلتك! 😇
د. عبدالله آل عبد رب النبي

د. عبدالله آل عبد رب النبي

اكتب محتوى هادف وآراء شخصية موضوعية، أسعى إلى نشر الوعي والإثراء في مختلف المجالات - استشاري متخصص في الجراحة العامة والمناظير والعناية الحرجة.

error: حقوق النشر © dralnabi.com 2023